للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قوله تعالى: {فقلنا اضربوه ببعضها}؛ القائل هو الله عزّ وجلّ؛ ولكن عن طريق الوحي إلى نبيه موسى. عليه الصلاة والسلام؛ وأضاف قول موسى إليه تبارك وتعالى؛ لأنه هو الآمر به، كما في قوله سبحانه وتعالى: {لا تحرك به لسانك لتعجل به * إن علينا جمعه وقرآنه * فإذا قرأناه فاتبع قرآنه} [القيامة: ١٦. ١٨]: فالمراد بقوله تعالى: {قرأناه} قرأه جبريل. عليه الصلاة والسلام.؛ فهنا قوله تعالى: {فقلنا اضربوه ببعضها} يعني أن الله تعالى أمر نبيه موسى صلى الله عليه وسلم، فقال لهم بأمر الله: {اضربوه ببعضها} أي اضربوا هذا القتيل ببعض هذه البقرة؛ ولم يعين الله تعالى البعض: أهو الساق؛ أو الفخذ؛ أو الرقبة؛ أو الرأس، أو أيّ جزء من أجزائها، فليس لنا أن نعينه بجزء منها ..

قوله تعالى: {كذلك يحيي الله الموتى} أي مثل إحياء هذا القتيل يحيي الله عزّ وجلّ الموتى بكلمة واحدة، كما قال تعالى: {إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميع لدينا محضرون} (يس: ٥٣)

قوله تعالى: {ويريكم آياته} أي يظهرها لكم حتى تروها؛ والمراد بـ "الآيات" هنا الآيات الكونية؛ لأنها إحياء ميت بضربه بجزء من أجزاء هذه البقرة؛ ويحتمل أن يكون المراد آياته الشرعية أيضاً؛ لأن موسى. عليه الصلاة والسلام. أمرهم بذلك؛ فضربوا الميت ببعض هذه البقرة؛ فصار ذلك مصداقاً لقول موسى. عليه الصلاة والسلام ...

قوله تعالى: {لعلكم تعقلون}؛ "لعل" للتعليل؛ أي لأجل أن تعقلوا عن الله. تبارك وتعالى. آياته، وتفهموها؛ والعقل هو ما يحجز الإنسان عن فعل ما لا ينبغي؛ وهو خلاف الذكاء؛