للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والقول الثاني: أن المراد بـ "روح القدس": الإنجيل؛ لأن الإنجيل وحي؛ والوحي يسمى روحاً، كما قال الله تعالى: {وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا} [الشورى: ٥٢] ..

والقول الثالث: أن المراد بـ "روح القدس" جبريل. عليه الصلاة والسلام. كما قال تعالى: {قل نزله روح القدس من ربك} [النحل: ١٠٢]: وهو جبريل؛ وقال النبي صلى الله عليه وسلم لحسان بن ثابت وهو يهجو المشركين: "اللهم أيده بروح القدس" (١) أي جبريل؛ وهذا أصح الأقوال. وهو أن المراد بـ "روح القدس": جبريل. عليه الصلاة والسلام. يكون قريناً له يؤيده، ويقويه، ويلقنه الحجة على أعدائه؛ وهذا الذي رجحناه هو الذي رجحه ابن جرير، وابن كثير. أن المراد بـ "روح القدس": جبريل عليه الصلاة والسلام ..

قوله تعالى: {أفكلما}: الهمزة للاستفهام الإنكاري، والتوبيخ؛ والفاء عاطفة؛ و "كلما" أداة شرط تفيد التكرار؛ ولا بد فيها من شرط، وجواب؛ والشرط هنا: قوله تعالى: {جاءكم}؛ والجواب: {استكبرتم} ..

وقوله تعالى: {أفكلما جاءكم رسول} أي من الله؛ {بما} أي بشرع؛ {لا تهوى أنفسكم} أي لا تريد؛ {استكبرتم} أي سلكتم طريق الكبرياء، والعلوّ على ما جاءت به الرسل؛


(١) أخرجه البخاري ص ٣٨، كتاب الصلاة، باب ٦٨: الشعر في المسجد، حديث رقم ٤٥٣؛ وأخرجه مسلم ص ١١١٤ - ١١١٥، كتاب فضائل الصحابة، باب ٣٤: فضائل حسان بن ثابت رضي الله عنه، حديث رقم ٦٣٨٤ [١٥١] ٢٤٨٥.