للأمة الإسلامية؛ وجه ذلك أن كثيراً منهم يودون أن يردوا المسلمين كفاراً حسداً من عند أنفسهم ..
. ٢ ومنها: أن الكفر بعد الإسلام يسمى ردة؛ لقوله تعالى:{لو يردونكم}؛ ولهذا الذي يكفر بعد الإسلام لا يسمى باسم الدين الذي ارتد إليه؛ فلو ارتد عن الإسلام إلى اليهودية، أو النصرانية لم يعط حكم اليهود، والنصارى ..
. ٣ ومنها: أن الحسد من صفات اليهود، والنصارى ...
٤ ومنها: تحريم الحسد؛ لأن مشابهة الكفار بأخلاقهم محرمة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم:"من تشبه بقوم فهو منهم"(١)؛ واعلم أن الواجب على المرء إذا رأى أن الله أنعم على غيره نعمة أن يسأل الله من فضله، ولا يكره ما أنعم الله به على الآخرين، أو يتمنى زواله؛ لقوله تعالى:{ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن واسألوا الله من فضله}[النساء: ٣٢]؛ والحاسد لا يزداد بحسده إلا ناراً تتلظى في جوفه؛ وكلما ازدادت نعمة الله على عباده ازداد حسرة؛ فهو مع كونه كارهاً لنعمة الله على هذا الغير مضاد لله في حكمه؛ لأنه يكره أن ينعم الله على هذا المحسود؛ ثم إن الحاسد
(١) أخرجه أحمد ٢/ ٥٠، حديث رقم ٥١١٤، وأخرجه أبو داود ص ١٥١٨، كتاب اللباس، باب ٤: في لبس الشهرة، حديث رقم ٤٠٣١، وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنفن كتاب السير، باب ٧٩: ما قالوا فيما ذكر من الرماح واتخاذها، حديث رقم ٣٣٠٠٦، قال الحافظ في الفتح ١٠/ ٢٧١: أخرجه أبو داود بسند حسن؛ وقال الألباني في صحيح أبي داود: حسن صحيح ٢/ ٥٠٤، وقال في الإرواء: صحيح ٥/ ١٠٩، حديث رقم ١٢٦٩.