للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: "فاغفر لي مغفرة من عندك (١) " ..

والفائدة الثانية: أن هذا محفوظ غاية الحفظ، ولن يضيع؛ لأنك لا يمكن أن تجد أحداً أحفظ من الله؛ إذاً فلن يضيع هذا العمل؛ لأنه في أمان غاية الأمان ..

وأضافه إلى وصف الربوبية ليبين كمال عناية الله بالعامل، وإثابته عليه؛ فالربوبية هنا من الربوبية الخاصة

قوله تعالى: {ولا خوف عليهم} أي فيما يستقبل من أمرهم {ولا هم يحزنون} أي فيما مضى من أمرهم.

الفوائد:

. ١ من فوائد الآية: أن أهل الجنة هم الذين جمعوا بين وصفين؛ الأول: الإخلاص لله؛ لقوله تعالى: {من أسلم وجهه لله}؛ والثاني: اتباع شرعه؛ لقوله تعالى: {وهو محسن} ..

. ٢ ومنها: أن إخلاص النية وحده لا يكفي في تبرير التعبد لله؛ لقوله تعالى: {وهو محسن}؛ وعلى هذا فمن قال: إنه يحب الله، ويخلص له وهو منحرف في عبادته فإنه لا يدخل في هذه الآية لاختلال شرط الإحسان ..

ويتفرع على هذه الفائدة أن أهل البدع لا ثواب لهم على بدعهم. ولو مع حسن النية.؛ لعدم الإحسان الذي هو المتابعة؛ والأجر مشروط بأمرين: الأول: إسلام الوجه لله؛ والثاني: الإحسان ..

. ٣ ومن فوائد الآية: الدلالة على الشرطين الأساسيين في


(١) أخرجه البخاري ص ٦٦، كتاب الأذان، باب ١٤٩: الدعاء قبل السلام، حديث رقم ٨٣٤، وأخرجه مسلم ص ١١٤٨، كتاب الذكر والدعوات، باب ١٤: الدعوات والتعوذ، حديث رقم ٦٨٦٩ [٤٨] ٢٧٠٥.