وقوله تعالى:{مساجد الله} منصوب على أنه مفعول {منع}؛ و {أن يذكر فيها اسمه} بدل منه.
قوله تعالى:{وسعى في خرابها} معطوف على {منع}؛ يعني جمع وصفين: منع المساجد أن يذكر فيها اسمه؛ والسعي في خرابها؛ والخراب هو الفساد، كما قال تعالى:{يخربون بيوتهم بأيديهم}[الحشر: ٢].
قوله تعالى:{أولئك} اسم إشارة يعود إلى الذين منعوا مساجد الله أن يذكر فيها اسمه، وسعوا في خرابها؛ {ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين} يحتمل ثلاثة معان:
الأول: ما كان ينبغي لهؤلاء أن يدخلوها إلا خائفين فضلاً عن أن يمنعوا عباد الله؛ لأنهم كافرون بالله عز وجل؛ فليس لهم حق أن يدخلوا المساجد إلا خائفين.
الثاني: أن هذا خبر بمعنى النهي؛ يعني: لا تدعوهم يدخلوها - إذا ظهرتم عليهم - إلا خائفين.
الثالث: أنها بشارة من الله عز وجل أن هؤلاء الذين منعوا المساجد - ومنهم المشركون الذين منعوا النبي صلى الله عليه وسلم المسجد الحرام - ستكون الدولة عليهم، ولا يدخلونها إلا وهم ترجف قلوبهم.
قوله تعالى:{لهم في الدنيا خزي} أي ذل، وعار {ولهم في الآخرة عذاب عظيم} أي عقوبة عظيمة.
الفوائد:
١ - من فوائد الآية: أن المعاصي تختلف قبحاً؛ لقوله تعالى:{ومن أظلم}؛ و {أظلم} اسم تفضيل؛ واسم التفضيل يقتضي مفضَّلاً، ومفضَّلاً عليه؛ وكما أن المعاصي تختلف، فكذلك الطاعات تختلف: بعضها أفضل من بعض؛ وإذا كانت الأعمال