للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شاء جعله إلى المغرب؛ فأينما تولوا فثم وجه الله.

٥ ــ ومنها: إثبات الوجه لله سبحانه وتعالى؛ لقوله تعالى: {فثم وجه الله}.

٦ ــ ومنها: أن الله تعالى له مكان لقوله تعالى: {فثم}؛ لأن «ثم» إشارة إلى المكان؛ ولكن مكانه في العلو؛ لا يحيط به شيء من مخلوقاته؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم للجارية: «أين الله؟ قالت: في السماء» (١).

٧ ــ ومنها: إبطال بدعتين ضالتين؛ إحداهما بدعة الحلولية القائلين بأن الله تعالى في كل مكان بذاته؛ فإن قول هؤلاء باطل يبطله السمع، والعقل، والفطرة أيضاً؛ الثانية: قول النفاة المعطلة الذين يقولون: إن الله لا داخل العالم، ولا خارجه؛ ولا فوق العالم، ولا تحته؛ ولا يمين العالم، ولا شمال العالم، ولا متصل بالعالم، ولا منفصل عن العالم؛ وهذا القول قال بعض أهل العلم: لو قيل لنا: صفوا لنا العدم ما وجدنا وصفاً أدق من هذا.

٨ ــ ومن فوائد الآية: إثبات اسمين من أسماء الله؛ وهما: {واسع}، و {عليم}.

٩ ــ ومنها: إثبات سعة الله، وعلمه؛ ونستفيد صفة ثالثة من جمع السعة والعلم؛ للإشارة إلى أن علم الله واسع بمعنى أنه لا يفوته شيء من كل معلوم لا في الأرض، ولا في السماء.


(١) أخرجه مسلم ص ٧٦١، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب ٧: تحريم الكلام في الصلاة ونسخ ما كان من إباحته، حديث رقم ١١٩٩ [٣٣] ٥٣٧.