فالقادر على خلق السموات والأرض قادر على أن يخلق إنساناً بلا أب، كما قال تعالى:{لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس}[غافر: ٥٧].
الوجه السادس: في قوله تعالى: {إذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون}؛ ومن كان هذه قدرته فلا يستحيل عليه أن يوجد ولداً بدون أب.
فبطلت شبهتهم التي يحتجون بها على أن لله ولداً.
٢ ــ ومن فوائد الآيتين: امتناع أن يكون لله ولد؛ لهذه الوجوه الستة.
٣ ــ ومنها: عموم ملك الله سبحانه وتعالى؛ لقوله تعالى:{بل له ما في السموات والأرض}.
٤ ــ ومنها: أن الله لا شريك له في ملكه؛ لتقديم الخبر في قوله تعالى:{له ما في السموات والأرض}؛ وتقديم الخبر يفيد الاختصاص.
٥ ــ ومنها: أن كل من في السموات، والأرض قانت لله؛ والمراد القنوت العام ــ وهو الخضوع للأمر الكوني ــ؛ والقنوت يطلق على معنيين؛ معنى عام وخاص؛ «المعنى الخاص» هو قنوت العبادة، والطاعة، كما في قوله تعالى:{أمَّن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماً}[الزمر: ٩]، وكما في قوله تعالى:{وصدَّقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين}[التحريم: ١٢]، وكما في قوله تعالى:{يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين}[آل عمران: ٤٣]؛ و «المعنى العام» هو قنوت الذل العام؛ وهذا شامل لكل من في السموات، والأرض، كما في هذه الآية: