كان يأمر بمخالفتهم؛ و {لا} هنا للتوكيد؛ وليست مستقلة؛ فإنها لو حذفت، وقيل:«ولن ترضى عنك اليهود والنصارى» لاستقام الكلام؛ لكنها زيدت للتوكيد؛ لأجل ألا يظن الظان أن المراد أن الجميع لا يرضون مجتمعين؛ مع أن الواقع أن كل طائفة لن ترضى؛ ونظير ذلك في زيادة «لا»: قوله تعالى: {غير المغضوب عليهم ولا الضالين}[الفاتحة: ٧]: فإنها تفيد ما أفادته «لا» في قوله تعالى: {ولا النصارى و {حتى}: حرف غاية؛ وهي تنصب المضارع بنفسها عند الكوفيين؛ وبـ «أن» المقدرة عند البصريين؛ و {ملتهم} أي دينهم الذي كانوا عليه؛ فاليهود لن يرضوا عنك حتى تكون يهودياً، والنصارى لن ترضى عنك حتى تكون نصرانياً؛ ولكن الجواب الوحيد لهؤلاء الذين يقولون:«لا نرضى عنك حتى تتبع ملتنا»، قوله تعالى:{قل أي مجيباً لهم في عدم اتباع ملتهم {إن هدى الله هو الهدى} أي ليس الهدى ما أنتم عليه؛ بل إن هدى الله وحده هو الهدى؛ و {هو} ضمير فصل لا محل له من الإعراب؛ وقوله تعالى:{الهدى} خبر {إن}؛ أما اسمها فهو قوله تعالى:{هدى الله}.
قوله تعالى:{ولئن اتبعت أهواءهم}: الخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم؛ أو لكل من يتأتى خطابه؛ ولكن الأقرب أنه للرسول صلى الله عليه وسلم؛ و {لئن اتبعت} جملة فيها شرط، وقسم؛ وإذا اجتمعا ــ أي الشرط، والقسم فإنه يحذف جواب المؤخر منهما؛ قال ابن مالك في الألفية:
واحذف لدى اجتماع شرط وقسم جواب ما أخرت فهو ملتزم والقسَم دلت عليه اللام في قوله تعالى:{ولئن اتبعت}؛ إذ إن التقدير:«والله لئن اتبعت»؛ والشرط «إن». والجواب: {ما