قوله تعالى:{إن الله اصطفى} أي اختار {لكم} أي لأجلكم {الدين} أي العبادة، والعمل؛ ويطلق على الجزاء؛ ففي قوله تعالى:{مالك يوم الدين}[الفاتحة: ٤] المراد بـ {الدين} الجزاء؛ وفي قوله تعالى:{ورضيت لكم الإسلام ديناً}[المائدة: ٣]؛ «الدين»: العبادة؛ فالدين يطلق على هذا، وعلى هذا ــ على العمل، وعلى الجزاء عليه ــ؛ ومنه قولهم: كما تدين تدان ــ يعني كما تعمل تُجازى.
قوله تعالى:{فلا تموتن} الفاء للتفريع؛ أي فعلى هذا الاختيار تمسكوا بهذا الدين؛ و «لا» ناهية؛ و {تموتن} مجزوم بحذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة؛ والنون هنا التي فيها للتوكيد؛ وأصلها:«تموتونَنَّ»: حذفت النون للجزم فصارت «تموتونّ»؛ ثم حذفت الواو لالتقاء الساكنين؛ لأن الحرف المشدد أوله ساكن؛ والواو ساكنة؛ فحذفت الواو؛ قال ابن مالك:
{إن ساكنان التقيا اكسر ما سبق وإن يكن ليناً فحذفه استحق} قوله تعالى: {إلا وأنتم مسلمون} جملة حالية يراد بها استمرارهم على الإسلام إلى الممات.
الفوائد:
١ ــ من فوائد الآية: أهمية هذه الوصية؛ لأنه اعتنى بها إبراهيم، ويعقوب؛ فإبراهيم أبو العرب والإسرائيليين؛ ويعقوب أبو الإسرائيليين؛ فهذان الرسولان الكريمان اعتنيا بها، حيث جعلاها مما يوصى به.
٢ ــ ومنها: أنه ينبغي العناية بهذه الوصية اقتداءً بإبراهيم، ويعقوب.