للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جميع المخاطبين، ويكون المقصود بذلك الإعلام بما حصل من يعقوب حين حضره الموت؛ وهذا الاحتمال أولى؛ لأنه لا يوجد هنا دليل على أنه يعود على اليهود؛ بل الآية كلها عامة؛ وهي أيضاً منقطعة عن اليهود بآيات سابقة كثيرة؛ فالمعنى: تقرير ما وصى به يعقوب حين موته؛ و {شهداء} جمع شهيد، أو شاهد ــ بمعنى حاضر ــ.

قوله تعالى: {إذ حضر يعقوب الموت}؛ {إذ} ظرف مبنية على السكون في محل نصب ــ أي وقت حضور يعقوب الموت ــ؛ و {يعقوب} منصوبة؛ لأنها مفعول به مقدم؛ و {الموت} فاعل مؤخر؛ لأن الحاضر الموت؛ والمحضور يعقوب.

قوله تعالى: {إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي}؛ {إذ} بدل من {إذ} الأولى: يعني: إذ حضر إذ قال؛ يعني: أم كنتم شهداء إذ قال لبنيه: «ما تعبدون من بعدي» حين حضره الموت؛ وبنو يعقوب هم يوسف، وإخوته: أحد عشر رجلاً؛ حضر يعقوب الموت، فكان أولاده حاضرون، فقال لهم: {ما تعبدون من بعدي} أي من بعد موتي {قالوا نعبد إلهك}: بدؤوا به؛ لأنهم يخاطبونه؛ {وإله آبائك} جمع أب؛ ثم بينوا الآباء بقولهم: {إبراهيم وإسماعيل وإسحاق}؛ {إبراهيم} بالنسبة إلى يعقوب جدّ؛ و {إسماعيل} بالنسبة إليه عم؛ و {إسحاق بالنسبة إليه أب مباشر؛ أما إطلاق الأبوة على إبراهيم، وعلى إسحاق فالأمر فيه ظاهر؛ لأن إسحاق أبوه، وإبراهيم جده؛ والجد أب؛ بل قال الله عزّ وجلّ لهذه الأمة: {ملة أبيكم إبراهيم} [الحج: ٧٨]؛ وهي بينها وبين إبراهيم عالَم؛ لكن الإشكال في عدِّهم إسماعيل من