للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اسم مفعول؛ فالمعنى على القراءة الأولى: هو متجه إليها؛ والمعنى على القراءة الثانية: هو موجَّه إليها إما شرعاً؛ وإما قدراً؛ وإما شرعاً وقدراً؛ وجملة: {هو موليها}، أو {هو مولاها} في محل رفع صفة لـ {وجهة}؛ وليس المراد بهذه الجملة إقرار أهل الكفر على كفرهم؛ وإنما المراد - والله أعلم - تسلية المؤمنين، وتثبيتهم على ما هم عليه من الحق؛ لأن لكل أحد وجهة ولَاّه الله إياها حسب ما تقتضيه حكمته.

قوله تعالى: {فاستبقوا الخيرات} أمر من الاستباق؛ والمراد به التسابق إلى الخيرات؛ وتعدّى بنفسه دون حرف الجر كأنه ضُمِّن معنى افعلوا على وجه المسابقة؛ وفائدة تضمين الفعل فعلاً آخر لأجل أن يدل التضمين على المعنيين، كقوله تعالى: {عيناً يشرب بها عباد الله} [الإنسان: ٦].

قوله تعالى: {أينما تكونوا يأت بكم الله جميعاً}؛ «أين» شرطية؛ و «ما» زائدة للتوكيد؛ و {تكونوا} فعل الشرط مجزوم بحذف النون؛ والواو فاعل؛ لأن «كان» هنا تامة؛ وليست ناقصة؛ يعني: أينما توجدوا يأت بكم الله؛ و {يأت} جواب الشرط مجزوم بحذف الياء؛ والكسرة قبلها دليل عليها.

وقوله تعالى: {أينما تكونوا} في برّ، أو بحر، أو جوّ فإن الله يأتي بكم جميعاً، وذلك يوم القيامة، حيث يحشر الله الأولين، والآخرين في مقام واحد.

قوله تعالى: {إن الله على كل شيء قدير}: هذه جملة خبرية مؤكدة بـ {إن}؛ عامة في كل شيء من موجود، أو معدوم؛ و «القدرة» صفة تقوم بالقادر بحيث يفعل الفعل بلا عجز.