قوله تعالى:{فلا جناح عليه}: «لا» نافية للجنس؛ و {جناح} اسمها؛ وخبرها {أنْ} وما دخلت عليه؛ أي لا جناح عليه في التطوف بهما؛ والـ {جناح} هو الإثم؛ يعني فلا إثم عليه في أن يتطوف بهما؛ وإنما نفى الإثم؛ لأنهم كانوا يتحرجون من الطواف بهما.
قوله تعالى:{أن يطوَّف بهما}: {يطوَّف} أصلها يتطوف؛ ولكن قلبت التاء طاءً لعلة تصريفية؛ فصار {يطوّف}؛ و {بهما} المراد: بينهما، كما تفسره سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
قوله تعالى:{ومن تطوع خيراً} أي ازداد خيراً في الطاعة؛ ويشمل الواجب، والمستحب؛ وتخصيص التطوع بالمستحب اصطلاح فقهي؛ أما في الشرع فإنه يشمل الواجب، والمستحب؛ و {من} شرطية؛ و {تطوع} فعل الشرط؛ وجواب الشرط جملة:{فإن الله شاكر عليم}؛ و {خيراً} يجوز في إعرابها وجهان؛ الوجه الأول: أن تكون منصوبة بنزع الخافض؛ والتقدير: ومن تطوع بخير فإن الله شاكر عليم؛ والوجه الثاني: أن تكون مفعولاً لأجله ــ أي ومن تطوع لأجل الخير، وطلبه فإن الله شاكر عليم.
قوله تعالى:{فإن الله شاكر} أي فالله يشكر؛ وهو سبحانه وتعالى شاكر، وشكور؛ وشكره تعالى أنه يثيب العامل أكثر من عمله؛ فالحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة.
قوله تعالى:{عليم} أي ذو علم؛ وعلمه تعالى محيط بكل شيء؛ لقوله تعالى:{وأن الله قد أحاط بكل شيء علماً}[الطلاق: ١٢]؛ وقرن العلم بالشكر لاطمئنان العبد إلى أن عمله لن يضيع فإنه معلوم عند الله، ولا يمكن أن يضيع منه شيء؛ يعني: إذا عَلم