خالقها - جل وعلا -، وموجدها، وعلى ما تضمنته من صفات كماله؛ أما الإنسان المعرض - وإن كان ذكاؤه قوياً - فإنه لا ينتفع بها - ولهذا وصف الله سبحانه وتعالى الكفار بأنهم لا يعقلون مع أنهم في العقل الإدراكي - يدركون به ما ينفعهم، وما يضرهم - عقلاء؛ لكن نفاه الله عنهم لعدم انتفاعهم به، وعدم عقلهم الرشدي الذي يرشدهم إلى ما فيه مصلحتهم.
الفوائد:
١ ــ من فوائد الآية: عظم خلق السموات، والأرض؛ لقوله تعالى:{لآيات}؛ فلولا أنه عظيم ما كان آيات.
٢ ــ ومنها: أن السموات متعددة؛ لقوله تعالى:{إن في خلق السموات}.
٣ ــ ومنها: أن السموات مخلوقة؛ فهي إذاً كانت معدومة من قبل؛ فليست أزلية.
ويتفرع على هذه الفائدة الرد على الفلاسفة الذين يقولون بقدم الأفلاك ــ يعنون أنها غير مخلوقة، وأنها أزلية أبدية؛ ولهذا أنكروا انشقاق القمر في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وقالوا: إن الأفلاك العلوية لا تقبل التغيير، ولا العدم؛ وفسروا قوله تعالى:{اقتربت الساعة وانشق القمر}[القمر: ١] بأن المراد ظهور العلم، والنور برسالة النبي صلى الله عليه وسلم؛ ولا شك أن هذا تحريف باطل مخالف للأحاديث المتواترة الصحيحة في انشقاق القمر انشقاقاً حسياً.
٤ ــ ومن فوائد الآية: أنه ينبغي للإنسان أن يتأمل في هذه السموات والأرض ليصل إلى الآيات التي فيها؛ فيكون من الموقنين.