أكلها» (١)؛ ويؤيده أن الله سبحانه وتعالى قال هنا:{كلوا من طيبات ما رزقناكم}[البقرة: ٥٧]، ثم قال تعالى:{إنما حرم عليكم الميتة}؛ لأن السياق في الأكل؛ ويدخل في تحريم أكل الميتة جميع أجزائها.
٥ ــ ومن فوائد الآية: تحريم الدم المسفوح؛ لقوله تعالى:{والدم}.
٦ ــ ومنها: تحريم لحم الخنزير؛ لقوله تعالى:{ولحم الخنزير}؛ وهو شامل لشحمه، وجميع أجزائه؛ لأن اللحم المضاف للحيوان يشمل جميع أجزائه؛ لا يختص به جزء دون جزء؛ اللهم إلا إذا قُرن بغيره، مثل أن يقال:«اللحم، والكبد»، أو «اللحم، والأمعاء»، فيخرج منه ما خصص.
٧ ــ ومنها: تحريم ما ذكر اسم غير الله عليه؛ لقوله تعالى:{وما أهل به لغير الله}.
٨ ــ ومنها: تحريم ما ذبح لغير الله ــ ولو ذكر اسم الله عليه ــ، مثل أن يقول:«بسم الله والله أكبر؛ اللهم هذا للصنم الفلاني»؛ لأنه أهل به لغير الله.
٩ ــ ومنها: أن الشرك قد يؤثر الخبثَ في الأعيان ــ وإن كانت نجاسته معنوية ــ؛ هذه البهيمة التي أَهل لغير الله بها نجسة خبيثة محرمة؛ والتي ذكر اسم الله عليها طيبة حلال؛ تأمل خطر
(١) أخرجه البخاري ص ٤٧٥، كتاب الذبائح والصيد، باب ٢٨: لحوم الحمر الإنسية، حديث رقم ٥٥٢٧؛ ومسلم ص ١٠٢٤، كتاب الصيد والذبائح ... ، باب ٥: تحريم أكل لحم الحمر الإنسية، حديث رقم ٥٠٠٧ [٢٣] ١٩٣٦.