للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عن العلم؛ لأن السمع من الحواس الظاهرة؛ والعلم من الإدراكات الباطنة - أي فمن بدله بعد أن يعلمه علم اليقين، كما لو سمعه بنفسه؛ ومعلوم أن العلم بالوصية لا يتوقف على السماع؛ قد يكون بالكتابة؛ وقد يكون بالمشافهة، والسماع؛ وقد يكون بشهادة الشهود؛ وما إلى ذلك.

قوله تعالى: {فإنما إثمه} الضمير يعود على التبديل.

قوله تعالى: {على الذين يبدلونه} أي يغيرونه؛ يعني: فهذا الإثم يعود على المبدل؛ لا على الموصي؛ ولا على الورثة وهذا إظهار في موضع الإضمار لأن مقتضى السياق أن يقال فإنما إثمه عليه لكن أظهر بالإشارة إلى استحقاق الإثم وأنه بالتبديل قوله تعالى " إن الله سميع عليم " جملة تعليلية لا محل لها من الإعراب وفائدتها تحذير الموصي. والموصى إليه من المخالفة؛ وقد سبق الكلام على هذين الاسمين الكريمين، وما تضمناه من الصفات.

الفوائد:

١ ــ من فوائد الآية: أن من فعل الخير، ثم غُيِّر بعده كُتب له ما أراد؛ لقوله تعالى: {فإنما إثمه على الذين يبدلونه}.

٢ ــ ومنها: أن من بدل الوصية جهلاً فلا إثم عليه؛ لقوله تعالى: {بعد ما سمعه}؛ ويؤخذ من هذا ــ بل من باب أولى ــ أنه لو تصرف في الوصية تصرفاً خطأً وهو معتقد أنه على صواب فإنه لا ضمان عليه؛ لأنه مُوَلَّى على التصرف فيها؛ فإذا أخطأ فلا ضمان إذا لم يكن هناك تفريط، أو تعدٍّ.