الكونية، والشرعية؛ لقوله تعالى:{كذلك يبين الله آياته للناس}؛ والآيات الكونية هي المخلوقات؛ فكل المخلوقات ذواتها، وصفاتها، وأحوالها من الآيات الكونية، كما قال تعالى:{ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر}[فصلت: ٣٧]، وقال تعالى:{ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً}[الروم: ٢١]، وقال تعالى:{ومن آياته أن خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون}[الروم: ٢٠] ... إلخ؛ وكانت المخلوقات آية لله؛ لأنه لا أحد من المخلوق يصنع مثلها.
والآيات الشرعية: هي ما أنزله الله تعالى على رسله، وأنبيائه من الوحي؛ فإنها آيات شرعية تدل على كمال منزلها سبحانه وتعالى في العلم، والرحمة، والحكمة، وغير ذلك مما تقتضيه أحكامها، وأخبارها؛ وجه ذلك أنك إذا تأملت أخبارها وجدتها في غاية الصدق، والبيان، والمصلحة، كما قال تعالى:{نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن}[يوسف: ٣]؛ فأحسن الأخبار أخبار الوحي: القرآن، وغيره؛ وأصلحها للخلق قصصها، كما قال تعالى:{لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب}[يوسف: ١١١]؛ وإذا تأملت أحكامها وجدتها أحسن الأحكام، وأصلحها للعباد في معاشهم، ومعادهم، كما قال تعالى:{ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون}[المائدة: ٥٠]؛ ولو اجتمع الخلق على أن يأتوا بمثل الأحكام التي أنزلها الله على رسوله ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً؛ بهذا تكون آية على ما تقتضيه من صفات الله سبحانه وتعالى.
٣٦ ــ ومن فوائد الآية: الرد على أهل التعطيل، وغيرهم الذين يحرفون الكلم عن مواضعه في أسماء الله، وصفاته؛ وجه