للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قوله تعالى: {ولا تعتدوا} أي في المقاتلة؛ والاعتداء في المقاتلة يشمل الاعتداء في حق الله، والاعتداء في حق المقاتَلين؛ أما الاعتداء في حق الله فمثل أن نقاتلهم في وقت لا يحل القتال فيه، مثل أن نقاتلهم في الأشهر الحرم على القول بأن تحريم القتال فيها غير منسوخ ــ؛ وأما في حق المقاتَلين فمثل أن نُمَثِّل بهم؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن المثلة (١).

قوله تعالى: {إن الله لا يحب المعتدين}: الجملة هنا تعليل للحكم؛ والحكم: النهي عن الاعتداء.

وقوله تعالى: {المعتدين} أي في القتال، وغيره؛ و «الاعتداء» تجاوز ما يحل له.

الفوائد:

١ - من فوائد الآية: وجوب القتال؛ لقوله تعالى: {وقاتلوا}؛ ووجوب أن يكون في سبيل الله - أي في شرعه، ودينه، ومن أجله -؛ لقوله تعالى: {في سبيل الله}؛ وقد دل الكتاب والسنة على أنه إذا كان العدو من أهل الكتاب - اليهود، والنصارى - فإنهم يدعون إلى الإسلام؛ فإن أبوا أخذت منهم الجزية؛ فإن أبوا قوتلوا؛ واختلف العلماء فيمن سواهم من الكفار: هل يعاملون معاملتهم؛ أو يقاتلون إلى أن يسلموا؛ والقول الراجح أنهم يعاملون معاملتهم، كما يدل عليه حديث بريدة (٢) الثابت في صحيح مسلم؛ وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ


(١) راجع مسلم ص ٩٨٥، كتاب الجهاد والسير، باب ٢: تأمير الإمام الأمراء على البعوث ... ، حديث رقم ٤٥٢٢ [٣] ١٧٣١.
(٢) المراجع السابق.