تعالى:{فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم}.
٣ ــ ومنها: أن المعتدي لا يجازى بأكثر من عدوانه؛ لقوله تعالى:{بمثل ما اعتدى عليكم}؛ فلا يقول الإنسان: أنا أريد أن أعتدي بأكثر للتشفي؛ ومن ثم قال العلماء:«إنه لا يقتص من الجاني إلا بحضرة السلطان، أو نائبه» خوفاً من الاعتداء؛ لأن الإنسان يريد أن يتشفى لنفسه، فربما يعتدي بأكثر.
٤ ــ ومنها: وجوب تقوى الله عز وجل في معاملة الآخرين؛ بل في كل حال؛ لقوله تعالى:{واتقوا الله}.
٥ ــ ومنها: إثبات أن الله مع المتقين؛ لقوله تعالى:{واعلموا أن الله مع المتقين}؛ والمعية تنقسم إلى قسمين: عامة، وخاصة؛ فالعامة هي الشاملة للخلق كلهم، وتقتضي الإحاطة بهم علماً، وقدرة، وسلطاناً، وسمعاً، وبصراً، وغير ذلك من معاني الربوبية؛ لقوله تعالى:{ألم تعلم أن الله يعلم ما في السموات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا}[المجادلة: ٧]؛ وأما الخاصة فهي المقيدة بوصف، أو بشخص؛ مثال المقيدة بوصف قوله تعالى:{إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون}[النحل: ١٢٨]؛ ومثال المقيدة بشخص قوله تعالى لموسى وهارون:{إنني معكما أسمع وأرى}[طه: ٤٦]، وقوله تعالى فيما ذكره عن نبيه صلى الله عليه وسلم:{إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا}[التوبة: ٤٠].
تنبيه:
اعلم أن ما أثبته الله لنفسه من المعية لا ينافي ما ذَكر عن نفسه من العلو لأنه سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء، ولا يقاس