ضمير الشأن دائماً بضمير مفرد مذكر غائب فيكون التقدير: وإنه ــ أي الشأن والصواب القول الأول أنه يقدر بما يقتضيه السياق - يعني: وإنكم كنتم من قبله لمن الضالين -؛ وجملة:{كنتم من قبله لمن الضالين} خبر {إن} المخففة؛ والضمير في قوله تعالى:{من قبله} يعود على القرآن؛ أو يعود على الرسول؛ أو يعود على الهدى؛ كل ذلك محتمل؛ وكل ذلك متلازم؛ فالهدى جاء من القرآن، ومن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقوله تعالى:{لمن الضالين}: يشمل الضال عن جهل؛ والضال عن علم؛ فالضال عن جهل: الذي لم يعلم بالحق أصلاً؛ والضال عن علم: الذي ترك الطريق الذي ينبغي أن يسلكه - وهو الرشد -؛ والعرب من قبل هذا الدين ضالون؛ منهم من كان ضالاً عن جهل؛ ومنهم من كان ضالاً عن علم؛ فمثلاً قريش لا تفيض من عرفة؛ وإنما تقف يوم عرفة في مزدلفة؛ قالوا: لأننا نحن أهل الحرم؛ فلا نخرج عنه؛ فكانوا يقفون في يوم عرفة في مزدلفة، ولا يفيضون من حيث أفاض الناس؛ وإذا جاء الناس وباتوا فيها خرجوا جميعاً إلى منى؛ وهذا من جهلهم، أو عنادهم.
الفوائد:
١ ــ من فوائد الآية: جواز الاتجار أثناء الحج بالبيع، والشراء، والتأجير ــ كالذي يؤجر سيارته التي يحج عليها في الحج؛ لقوله تعالى:{ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلاً من ربكم}.
٢ ــ ومنها: أنه ينبغي للإنسان في حال بيعه، وشرائه أن