تعالى:{اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذا آتيتموهن أجورهن محصنين غير مسافحين ولا متخذي أخدان}[المائدة: ٥]، فإن هذه الآية:{اليوم أحل لكم الطيبات ... } مخصِّصة لآية البقرة؛ و «أل» في قوله تعالى: {اليوم} للعهد الحضوري تفيد أن هذا الحكم ثبت في ذلك اليوم نفسه؛ والآية في سورة المائدة، ونزولها بعد نزول سورة البقرة؛ لكن مع كون ذلك مباحاً فإن الأولى أن لا يتزوج منهن؛ لأنها قد تؤثر على أولاده؛ وربما تؤثر عليه هو أيضاً: إذا أعجب بها لجمالها، أو ذكائها، أو علمها، أو خلقها، وسلبت عقله فربما تجره إلى أن يكفر.
٢ - ومن فوائد الآية: أن الحكم يدور مع علته وجوداً، وعدماً؛ لقوله تعالى:{حتى يؤمن}؛ فدل ذلك على أنه متى زال الشرك حل النكاح؛ ومتى وجد الشرك حرم النكاح.
٣ - ومنها: أن الزوج وليّ نفسه؛ لقوله تعالى:{ولا تنكحوا المشركات}؛ فوجه الخطاب للزوج.
٤ - ومنها: أن المؤمن خير من المشرك؛ ولو كان في المشرك من الأوصاف ما يعجب؛ لقوله تعالى:{ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم}؛ ومثله قوله تعالى:{قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث}[المائدة: ١٠٠]؛ فلا تغتر بالكثرة؛ ولا تغتر بالمهارة؛ ولا بالجودة؛ ولا بالفصاحة؛ ولا بغير ذلك؛ ارجع إلى الأوصاف الشرعية المقصودة شرعاً.
٥ - ومنها: تفاضل الناس في أحوالهم، وأنهم ليسوا على