للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عمله؛ فتجده يحرص على فعل المأمور، وترك المحظور.

قوله تعالى: {وبعولتهن أحق بردهن في ذلك}؛ البعل هو الزوج، كما قال الله تعالى عن امرأة إبراهيم: {قالت ياويلتى أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخاً} [هود: ٧٢] أي زوجي؛ وسمي بعلاً مع أنه مطلِّق؛ لأن الأحكام الزوجية في الرجعية باقية إلا ما استثني؛ و {أحق} اسم تفضيل؛ واسم التفضيل لا بد فيه من مفضل، ومفضل عليه؛ يعني: أن بعولتهن أحق بردهن من أنفسهن؛ و «ذا» اسم إشارة؛ والمشار إليه التربص المفهوم من قوله تعالى: {يتربصن} - وهو مدة العدة -.

قوله تعالى: {إن أرادوا إصلاحاً} أي إن أراد بعولتهن إصلاحاً في ردهن؛ و {إصلاحاً} أي ائتلافاً، والتئاماً بين الزوج، وزوجته، وإزالة لما وقع من الكسر بسبب الطلاق، وما أشبه ذلك.

قوله تعالى: {ولهن} أي للزوجات سواء كن مطلقات، أو ممسكات {مثل الذي عليهن بالمعروف}: فكما أن على الزوجة أن تتقي الله تعالى في حقوق زوجها، وأن تقوم بما فرض الله عليها؛ فلها أيضاً مثل الذي له في أنه يجب على الزوج أن يعاشرها بالمعروف، وأن يقوم بحقها الذي أوجب الله عليه.

ولما كانت المماثلة تقتضي المساواة أخرج ذلك بقوله تعالى: {وللرجال عليهن درجة} أي فضل في العقل، والحقوق؛ وهذا من باب الاحتراس حتى لا يذهب الذهن إلى تساوي المرأة، والرجل من كل وجه.

قوله تعالى: {والله عزيز} أي ذو عزة؛ وأظهر معانيها: الغلبة، كقوله تعالى: {وعزني في الخطاب} [ص: ٢٣]؛