مولده، وجمع له أبوه علوم الأرض فلم يحتج إلى أحد، إلا أنه رحل متأخراً للحج، فكتب بمصر عن أبي بكر أحمد بن محمد ابن إسماعيل المعروف بابن المهندس، وعن الميمون بن حمزة بن الحسين الحسينى، وأبي الحسن أحمد بن عبد الله بن حميد بن رزيق الحريثي البغداذي، من ولد عمر ابن حريث، وأبي محمد الحسن بن إسماعيل بن الضراب، وأبي العلاء عبد الوهاب بن عيسى ابن ماهان، وغيرهم؛ وكتب عنه. وكان من أضبط الناس لكتبه، وأعلمهم بما فيها من روايته. هذا آخر كلام ابن عبد البر فيه.
وقال أبو محمد عبد الغني بن سعيد الحافظ في المؤتلف: أبو عمر أحمد بن عبد الله الباجي الأندلسي، من أهل العلم، كتبت عنه، وكتب عني؛ ووالد أبي عمر هذا من جلة المحدثين، وكان يسكن إشبيلية. هكذا قال عبد الغني: أخبرنا أبو عمر بن عبد البر، قال: قرأت على أبي عمر أحمد بن عبد الله الباجي كتاب المنتقى لأبي محمد بن الجارود، أخبرني به عن أبيه، عن الحسن بن عبد الله الزبيدي، عن ابن الجارود، وكتاب الضعفاء والمتروكين لابن الجارود، وكتاب أبي حنيفة لابن الجارود، وكتاب الآحاد لابن الجارود، وكلها بهذا الإسناد.
مات أبو عمر الباجي قريباً من الأربع مائة.
أحمد بن عبد الله بن ذكوان، أبو العباس قاضي الجماعة بالأندلس، من شيوخ أهل العلم، مذكور بالفضل ومن أهل بيت فيهم علم ورياسة، والقضاء يتردد فيهم.
أخبرني أبو محمد علي بن محمد، قال: حدثني الوزير أبو عبدة حسان بن مالك، ابن أبي عبدة اللغوي، قال: حدثني القاضي