منهم: ابنه أبو الوليد محمد، وأبو القاسم إبراهيم بن محمد بن زكرياء الزهري، المعروف بابن الإفليلي النحوي.
محمد بن الحسن أبو عبد الله المذحجي يعرف بابن الكتاني، له مشاركة قوية في علم الأدب والشعر، وله تقدم، في علوم الطب، والمنطق؛ وكلام في الحكم، ورسائل في كل ذلك، وكتب معروفة؛ أخبرنا عنه أبو محمد علي بن أحمد قال: سمعته يقول لي ولغيري: إن من العجب من يبقى في العالم دون تعاون على مصلحة، أما يرى الحراث يحرث له، والبناء يبنى له، والخراز يخرز له، وسائر الناس، كل يتولى شغلاً له فيه مصلحة، وبه إليه ضرورة، أما يستحى أن يبقى عيالا على كل من في العالم، ألا يعين هو أيضاً بشيء من المصلحة؟، قال لنا أبو محمد: ولعمري إن كلامه هذا لصحيح حسن، وقد نبه الله تعالى عليه بقوله:" وتعاونوا على البر والتقوى "، فكل ما لمخلوق فيه مصلحة في دينه أو فيما لا غنى به عنه في دنياه، فهو بر وتقوى. قال لي أبو محمد: وله كتاب سماه كتاب محمد وسعدي مليح في معناه، وعاش بعد الأربع مائة بمدة.
ومن شعره:
ألا قد هجرنا الهجر واتصل الوصل ... وبانت ليالي البين واشتمل الشمل
فسعدي نديمي، والمدامة ريقها ... ووجنتها روضى، وقبلتها النقل
وله أيضاً:
نأيت عنكم بلا صبر ولا جلد ... وصحت واكبدى حتى مضت كبدي
أضحى الفراق رفيقاً لي يواصلني ... بالبعد والشجو والأحزان والكمد
وبالوجوه التي تبدوا فأنشدها ... وقد وضعت على قلبي يدي بيدي