محمد بن مسرور الجياني، أديب شاعر، ذكره أحمد بن فرج، وأورد من شعره في الياسمين:
اغتبط بالياسمين وليا ... فستؤتى منه خلاً وفياً
يغدر الروض فيمضي ويبقى ... نوره طلقاً وعضاً جنباً
وإذا أبصرت في الروض شيئاً ... مثله في الحسن فارجع علياً
حلة خضراء تبصر فيها ... جوهراً نظماً ودراً سريا
وكأن الريح تهدى إلينا ... منه مسكا خالصاً تبتيا
صاحبي إن كنت ترغب حجاً ... طف بعرش الياسمين ملياً
واستلم أركانه فهو حج ... ليس يخطبه القبول لديا
محمد بن مطرف بن شخيص، أبو عبد الله، كان من أهل الأدب المشهورين، ومن أعيان الشعر المقدمين، متصرفاً في القول، سالكا في أساليب الجد والهزل، قال على لسان رجل يعرف بأبي الغوث أشعاراً مشهورة في أنواع من الهزل أغناه بها بعد فقره رفعة بعد خمول، مات قبل الأربع مائة.
وشعره كثير مشهور؛ ومنه ما أنشدنيه أبو محمد على بن أحمد:
ومعتلة الأجفان ما زلت مشفقاً ... عليها ولكنى ألذ اعتلالها
جفون أجال الحسن فيهن فتره ... فحل عرى الآجال منذ أجالها
فهل من شفيع عند ليلى إلى الكرى ... لعلى إذا ما نمت ألقى خيالها
يقولون لي صبراً على مطل وعدها ... وما وعدت ليلى فأشكو مطالها
وما كان ذنبي غير حفظ عهودها ... وطي هواها واحتمالي دلالها
محمد بن مطرف أبو عبد الله، فقيه فاضل مشهور، قدم القيروان في حياة أبي محمد بن أبي زيد، وكان أبو محمد يعظمه