السلطان، مقبول القول في القضاة، فكان لا يلي قاض في أقطارنا إلا بمشورته واختياره، ولايشير إلا بأصحابه ومن كان على مذهبه، والناس سراع إلى الدنيا والرياسة، فأقبلوا على ما يرجون بلوغ أغراضهم به، على أن يحيى بن يحيى لم يل قضاء قط، ولا أجاب إليه، وكان ذلك زائداً في جلالته عندهم، وداعياً إلى قبول رأيه لديهم؛ وكذلك جرى الأمر في إفريقية لما ولى القضاء بها سحنون بن سعيد، ثم نشأ الناس على ما انتشر. وكانت وفاة يحيى بن يحيى في رجب لثمان بقين منه سنة أربع وثلاثين ومائتين.
أخبرنا الفقيه الحافظ أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بكتاب الموطأ من طريقه، قال: أخبرنا به أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أسد قراءة عليه قال: حدثني محمد بن أبي دليم، ووهب بن مسرة، قالا: أخبرنا محمد بن وضاح قال: أخبرنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا مالك بن أنس به. قال أبو عمر: وأخبرنا به أبو عمر أحمد بن محمد بن أحمد بن سعيد الأموي، المعوف بابن الحسور، قال: حدثني وهب بن مسرة، قال: أخبرنا ابن وضاح. قال: أخبرنا يحيى ابن يحيى، قال: أخبرنا مالك به.
قال أبو عمر: وأخبرنا ابن الحسور، قال: أخبرنا أبو عمر أحمد بن مطرف، وأحمد بن سعيد بن حزم الصدفي، قالا: أخبرنا عبيد الله بن يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا أبي، قال: أخبرنا مالك به. قال أبو عمر: وحدثني سعيد بن نصر أبو عثمان قال: أخبرنا قاسم بن أصبغ، قال: أخبرنا ابن وضاح، قال: أخبرنا يحيى ابن يحيى، قال: أخبرنا مالك به.
[من اسمه يونس]
يونس بن عبد الله بن محمد بن مغيث أبو الوليد، قاضي الجماعة بقرطبة، يعرف بابن الصفار، من أعيان أهل العلم، سمع أبا بكر محمد بن معاوية القرشي، المعروف بابن الأحمر،