حقيق أن يصاخ لك استماعا ... وأن يعصى العذول وأن تطاعا
متى تكشف قناعك للتصابي ... فقد ناديت من كشف القناعا
متى يمش الصديق إلي فتراً ... مشيت إليه من كرم ذراعا
فجدد عهد لهوك حين يبلى ... ولا تذهب بشاشته ضياعا
محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن كليب بن ثعلبة بن عبيد الجذامى، أندلسي فقيه. مات في سنة ثمان وثلاث مائة.
[محمد بن عبد الرحمن؛ من أبيات له في مدح فقيه ذكره:]
لا علم إلا وأنت فيه ... ماض على واضح السبيل
لئن غدا المرء مستدلاً ... فأنت للمرء كالدليل
أين نهاق الحمير يوما ... في حسن صوت من الصهيل
محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عوف، أبو عبد الله الفقيه، تفقه بقرطبة وسمع بها وبغيرها جماعة، ولقى أبا عبد الله محمد بن عبد الله بن أبي زمنين الفقيه الزاهد، وسمع منه، ودخل الجزائر، وروى عنه وعن غيره، وقد قرأنا عليه، وكان في الفقه إماما، وهو من بيت رياسة وجلالة في الدنيا وتصرف مع السلاطين، وكف بصره، فاشتغل بالفقه ورأس فيه، وكان يقول: ذهب بصري فخير لي، ولولا ذلك سلكت في طريقة أبي وأهلي. توفي أبو عبد الله بن عوف الفقيه في سنة أربع وثلاثين وأربع مائة.
محمد بن عبد الملك بن أيمن بن فرج أبو عبد الله، رحل إلى العراق، وسمع أبا عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل وطبقته،