محمد بن العطار أبو عبد الله، نسيت اسم أبيه، كان من جلة الفقهاء بقرطبة، ومن المقدمين في العلم والأدب، ومن أصحاب الشورى في الأيام العامرية، وله كتاب كبير في الشروط، أخبرنا به عنه القاضي أبو عمر أحمد بن إسماعيل بن دليم.
محمد بن عسكر شاعر متصرف في القول، أنشدني أبو محمد العمري الفقيه من قصيدة التزم اطراح الراء في جميعها، أولها:
عذل العذول على الهوى العشاقا ... عذل يهيج منهم الأشواقا
وفيها:
وإذا الشباب إلى المشيب أضفته ... عاد المشيب لدى الشباب محاقا
محمد بن عيشون أندلسي من أهل طليطلة، متأخر يعرف بابن السلاخ، غلب عليه الفقه وله فيه كتاب، وهو من المشهورين، وقد ذكره عبد الغني في المؤتلف.
محمد بن عباد أبو القاسم القاضي، ذو الوزارتين صاحب إشبيلية، غلب عليها أيام الفتن، فساسها وانقادت له، كان له في العلم والأدب باع، ولذوى المعارف عنده لها سوق وارتفاع، وكذلك عند جميع آله، وكان يشارك الشعراء والبلغاء في صنعة الشعر، وحوك البلاغة والرسائل، بسطاً لهم وإقامة لهممهم، ولما في طبعه من ذلك؛ وبالجملة فهو وبنوه وذووه رياض آداب وعلوم، وقد رأيت له في الشعر شذوراً كثيرة: فمما حضرني منها قوله في النيلوفر.