ثم مدح الملوك والرؤساء بعده، وعاش إلى أيام الفتنة، ومات في بعض تلك الشدائد.
٢ي - وسف بن يحيى أبو عمر الأزدي المغامي ومفام، قرية من أعمال طليطلة من بلاد الأندلس، اختص بعبد الملك بن حبيب السلمي الفقيه، وهو صاحبه المشهور به، ويقال: إنه كان صهره. روى عنه كتابه الكبير، المسمى بالواضحة، ولا يكاد يوجد شئ منها إلا عنه، وقد كانت له رحلة إلى مكة واليمن، مات فيما يقال بالقيروان سنة ثلاث وثمانين ومائتين، وقيل: سنة خمس وثمانين، روى عنه محمد بن فطيس، وسعيد بن فحلول، وعن سعيد: بقيت الرواية في الواضحة، ولعله آخر من حدث بها من أصحاب المغامي.
[من اسمه يحيى]
يحيى بن إبراهيم بن مزين مولى رملة بنت عثمان بن عفان، أندلسي فقيه مشهور، سمع جماعة من أصحاب مالك وأصحاب أصحابه، وتفقه عليهم، ومنهم: مطرف بن عبد الله بن مطرف بن مسلم بن يسار، وعبد الله بن مسلمة القعنبي وأصبغ بن الفرج، روى عنه سعيد بن خمير، وأبان بن محمد بن دينار، وسعيد ابن عثمان الأعناقي، ويحيى بن زكرياء بن الشامة، وغيرهم، مات سنة ستين ومائتين وكتابه في شرح الموطأ معروف، أخبرنا به أبو عمر بن عبد البر، قال: قرأت تفسير الموطأ لابن مزين علي أبي زيد عبد الرحمن بن يحيى العطار، عن أحمد بن مطرف عن ابن الشامة، وسعيد بن عثمان الأعناقي، وسعيد بن خمير، كلهم عن ابن مزين.