كم بين آل أبي عيسى وراكبهم ... من صحن سهب وطود شامخ راسى
ومن بحار إذا هالت بصاحبها ... أهدت له الخوف محمولاً على الراس
وأخبرني أبو محمد علي بن أحمد، قال: أخبرني القاضي أبو الوليد يونس بن عبد الله عن أبيه، أنه شاهد قاضي الجماعة محمد بن أبي عيسى في دار رجل من بنى حدير مع أخيه أبي عيسى في ناحية مقابر قريش وقد خرجوا لحضور جنازة، وجارية للحديري تغنيهم هذه الأبيات:
طابت بطيب لثاتك الأقداح ... وزهت بحمرة خدك التفاح
وإذا الربيع تنسمت أرواحه ... طابت بطيب نسيمك الأرواح
وإذا الحنادس ألبست ظلماءها ... فضياء وجهك في الدجى المصباح
قال: وكتبها قاضي الجماعة في يده، ثم خرجوا، قال: فلقد رأيته يكبر للصلاة على الجنازة، والأبيات مكتوبة على باطن كفه.
محمد بن عمر بن يخامر المعافري، أندلسي محدث. مات بالأندلس سنة ثلاث وثلاث مائة.
محمد بن عمر بن يوسف بن عامر الأندلسي مولى بنى أمية، يكنى أبا عبد الله. حدث عن الحارث بن مسكين، وأبي الطاهر أحمد بن عمر وبن السرح، ومحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقى، وإبراهيم بن أبي الفياض صاحب أشهب بن عبد العزيز، وعن جماعة من أهل المغرب، وعن أخيه يحيى. روى عنه أبو سعيد بن يونس، وأبو القاسم حمزة، بن محمد، بن علي، بن محمد، بن العباس الكناني المصريان، ومؤمل ابن يحيى الإسواني، وأبو أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني، وخالد بن سعد الأندلسي. مات بمصر في يوم الخميس لثلاث خلون من شوال سنة عشر وثلاث مائة.