ويوحشنى قرب الجميع وإننى ... لتأنس نفسى إن ذكرتكم فردا
وما كان قلبي إذ تبديت زيبقاً ... فينبو الهوى عنه ولا حجراً صلدا
فقدتك فقداني لنفسي فلو أتى ... عليها حمام ما وجدت لها فقدا
إدريس بن اليمان أبو علي شاعر جليل عالم، ينتجع الملوك فينفق عليهم، ذكره أبو عامر بن شهيد فنسبه إلى بلده فقال: اليابسى، وينسبه آخرون، فيقولون: الشبينى بالباء المعجمة لأن الغالب على بلده شجرة الشبين وهي شجرة الصنوبر، وقد أدركت زمانه ولم أره؛ ومما يستحسن له في صفة الدرق:
إلى موقحة الأبشار من درق ... يكاد منها صفا الفولاذ ينفطر
مؤنثات ولكن كلما قرعت ... تأنث الرمح والصمصامة الذكر
وأنشدني عنه أبو عثمان خلف بن هارون القطينى من قصيدة طويلة يمدح بها إقبال الدولة على بن مجاهد العامري:
ثقلت زجاجات أتتنا فرغا ... حتى إذا مليئت بصرف الراح
خفت فكادت تستطير بما حوت ... إن الجسوم تخف بالأرواح
وأنشدني غيره له يعيب إنساناً:
نوالك من مخ رأس الظليم ... وعقلك من ذنب الثعلب
وحظك من كل معنى بديع ... كحظ النميري من زينب
واستحسن له أبو عامر بن شهيد في التشبيه قوله:
فكأن كل كمامة من حولهم ... خلب وكل شقيقة نامور
وشعره كثير مجموع، ولم يكن بعد ابن دراج من يجرى عندهم مجراه.
[من اسمه أيوب]
أيوب بن سليمان بن صالح بن هاشم وقيل هشام بن عريب بن