صفية بنت عبد الله الرب، أديبة شاعرة موصوفة بحسن الخط، ذكرها أبو محمد علي بن أحمد وأنشدني قال: أنشدني أبو عبد الله محمد بن سعيد بن جرح لها وقد عابت امرأة خطها فقالت:
وعائبة خطى فقلت لها اقصري ... فسوف أريك الدر في نظم أسطري
وناديت كفي كي تجود بخطها ... وقربت أقلامي ورقي ومحبري
فخطت بأبيات ثلاث نظمتها ... ليبدو لها خطي وقلت لها انظري
قال: وتوفيت في آخر سنة سبع عشرة وأربع مائة وهي دون ثلاثين سنة.
مريم بنت أبي يعقوب الفصولي الشلبي الحاجة أديبة شاعرة جزلة مشهورة كانت تعلم النساء الأدب وتحتشم لدينها وفضلها، وعمرت عمراً طويلاً سكنت أشبيلية وشهرت بعد الأربع مائة أنشدني لها أصبغ بن سيد الإشبيلي:
وما ترتجي من بنت سبعين حجة ... وسبع كنسج العنكبوت المهلهل
تدب دبيب الطفل تسعى إلى العصا ... وتمشي بها مشي الأسير المكبل
وأخبرني أن ابن المهند بعث إليها بدنانير وكتب إليها:
مالي بشكر الذي أوليت من قبل ... لو أنني حرت نطق الإنس والخبل
يا فردة الظرف في هذا الزمان ويا ... وحيدة العصر في الإخلاص والعمل
أشبهت مريماً العذراء في ورع ... وفقت خنساء في الأشعار والمثل