فكتبت إليه:
من ذا يجاريك في قول وفي عمل ... وقد بدرت إلى فصل ولم تسل
مالي بشكر الذي نظمت في عنقي ... من اللآلي وما أوليت في قبلي
حليتني بحلى أصبحت زاهية ... بها على كل أنثي من حلى عطل
لله أخلاقك الغر التي سقيت ... ماء الفرات فرقت رقة الغزل
اشبهت في الشعر من غارت بدائعه ... وأنجدت وغدت من أحسن المثل
من كان والده العضب المهند لم ... يلد من النسل غير البيض والأسل
الغسانية شاعرة تمدح الملوك مشهورة، ذكرها لنا الرئيس أبو الحسن عبد الرحمن بن راشد ولم يعرف اسمها، وقال: إنها كانت ببجانة وأنشدنا، قال: أنشدني الكاتب أبو علي البجاني لها من قصيدة طويلة في الأمير خيران العامري صاحب المرية تعارض بها أبا عمر أحمد بن دراج في قصيدته التي أولها:
لك الخير قد أوفى بعهدك خيران ... وبشراك قد آواك عز وسلطان
وأول شعرها:
أتجزع أن قالوا ستظعن أظعان ... وكيف تطيق الصبر ويحك إن بانوا
وما هو إلا الموت عند رحليهم ... وإلا فعيشن تجتني منه أحزان
عهدتهم والعيش في ظل وصلهم ... أنيق وروض الدهر أزهر ريان
ليالي سعد لا يخاف على الهوى ... عتاب ولا يخشى على الوصل هجران
ويسطو بنا لهو فنعتنق المنى ... كما اعتنقت في سطوة الريح أفنان
ألا ليت شعري والفراق يكون هل ... تكونون لي بعد الفراق كما كانواه
هذا الذي حضرنا من المعنى المقصود قد جمعناه بعون الله عز وجل لمقتبسيه أيام كوننا