تستعين به في بعض حوائجها، فقال له الشيباني: سبحان الله أيها القاضي! فقال: لابد من ذلك، أقسمت عليك لتفعلن، فدخل الشيباني فأخذ الصرة، فوجد فيها عشرين دينارا.
محمد بن إسحاق عبيد الله بن إدريس بن خالد أبو عبد الله، كان رجلا صالحاً مذكورا، وعلى طريقة من الزهد محققة؛ وله كلام يدل على إخلاصه وصدق طويته. سمعت أبا محمد علي بن الوزير أبي عمر أحمد بن سعيد بن حزم يقول: سمعت أبا عبد الله محمد بن إسحاق بن عبيد الله بن إدريس بن خالد يقول للوزير أبي رحمه الله على سبيل الوعظ في بعض مناجاته إياه: احرص على أن لا تعمل شيئاً إلا بنية، فإنك تؤجر في جميع أعمالك؛ إذا أكلت فانو بذلك التقوى لطاعة الله، وكذلك في نومك، وتفرجك، وسائر أعمالك، فإنك ترى ذلك في ميزان حسناتك. قال لي أبو محمد: وما زلت منذ سمعت ذلك منتفعاً به، كما أني انتفعت بما رويت عن الخليل رحمه الله من قوله: ينبغي للمرء أن يستشعر في أحواله كلها أن يكون عند الله عز وجل من أرفع طبقته، وأن يكون عند الناس من أوسط أهل طبقته، وعند نفسه من أقلهم، وأدناهم؛ فبهذا يصل إلى اكتساب الفضائل.
محمد بن إسحاق المهلبي أبو بكر الإسحاقي الوزير، من أهل الأدب والفضل، وهو الذي خاطبه أبو محمد على بن أحمد برسالته في فضل الأندلس.
محمد بن أسلم اللاردى من أهل لاردة من ثغور الأندلس، يروى عن يونس بن عبد الأعلى. مات بالأندلس سنة ثلاث وثلاثمائة.