وحدث بالمشرق وبالأندلس، وصنف السنن. روى عنه خالد بن سعد وغيره، قال لنا أبو محمد على بن أحمد: مصنف ابن أيمن مصنف رفيع، احتوى من صحيح الحديث وغريبة ما لبس في كثير من من المصنفات. مات أبو عبد الله بن أيمن سنة ثلاثين وثلاث مائه.
محمد بن عبد الملك بن ضيفون الرصافي أبو عبد الله، روى عن أبي سعيد ابن الأعرابي وغيره؛ وروى عنه شيخنا أبو عمر بن عبد البر النمري.
محمد بن عبد السلام بن ثعلبة بن الحسن بن كليب، أو كلب، الخشني بو عبد الله، كانت له رحلة إلى العراق وإلى غيرها من البلاد، أقام فيها مدة طويلة، ثم رجع إلى الأندلس وحدث زماناً طويلا، وانتشر علمه؛ فمن شيوخه الذين سمع منهم بالمشرق: محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني صاحب سفيان بن عيينة، ومحمد بن المثني، ومحمد بن بشار بندار، وسلمة بن شبيب، وأبو إبراهيم إسماعيل بن يحيى المزني صاحب الشافعي، ومحمد بن المغيره، ومحمد بن وهب المسعري صاحبا أبي عبيد القاسم بن سلام وغيرهم؛ وقال لي بعض المشايخ: إنه سمع الإمام أبا عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل، ولم أجد ذلك فيما حضرني من ذكر رواياته، إلا أن الفقيه أبا محمد عبد الله بن عثمان بن مروان العمري الأديب حدثني وأملاه علي بالمغرب عن أبي عبد الله محمد بن يعيش، قال: أنشدنا ابن الطحان عن أبي عبد الله محمد بن عبد السلام الخشني، قال: وكانت له رحلة إلى المشرق، ولقى فيها أحمد بن حنبل ونظراءه، وأقام خمساً وعشرين سنة متجولاً في طلب الحديث، فلما رجع إلى الأندلس تذكر محاله في الغربة فقال:
كأن لم يكن بين ولم تك فرقة ... إذا كان من بعد الفراق تلاق
كأن لم تؤرق بالعراقين مقلتي ... ولم تمر كف الشوق ماء مآق