للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ظلمتني ثم إني جئت معتذراً ... يكفيك أني مظلوم ومعتذر

ومستحسنه كثير، ومنه قوله في قصيدته التي أولهاك

خليلي عيني في الدموع فعاينا ... إلى أين يقتاد الفراق الظعائنا

ولم أر أحلى من تبسم أعين ... غداة النوى عن لؤلؤ كان كامنا

وقوله:

لا تنكروا غزر الدموع فكل ما ... ينحل من جسمي يصير دموعا

والعبد قد يعصى وأحلف أنني ... ما كنت إلا سامعاً ومطيعا

قولوا لمن أخذ الفؤاد مسلماً ... يمنن على برده مصدوعا

وأنشدنا له الرئيس أبو العباس أحمد بن رشيق الكاتب:

بدر بدا يحمل شمساً بدت ... فحدها في الحسن من حده

تغرب في فيه ولكنها ... تطلع إذ تطلع من خده

وله:

صد عني وليس يعلم أني ... كنت في كربة ففرج عني

وتجني علي من غير ذنب ... فتجني على كثير التجني

حسن ظني قضى على بهذا ... حكم الله لي على حسن ظني

مدح أبو عمر الحكم المستنصر، وعمل في السجن كتاباً سماه كتاب الطير في أجزاء، وكله من شعره، وصف فيه كل طائر معروف، وذكر خواصه وذيل كل قطعة يمدح ولي العهد هشام بن الحكم، مستشفعاً به إلى أبيه في إطلاقه، وهو كتاب مليح سبق إليه، وقد رأيت النسخة المرفوعة بخطة ونسخت منها، وكان قد اتهم هو وجماعة من الشعراء بشعر ظهر في ذو السلطان، لم يبق في ذكرى منه إلا قوله:

<<  <   >  >>