المشهورة فيه، وذكرت في تشبيها خلوة، وحدثته مع ذلك بحديثي، فوصلني بثلاث مائة دينار ذهباً ثمنها، سوى مازودني عن نفقة الطريق مقبلاً وراجعا، وعدت إلى قرطبة فلزمت الرياض جمعا لا ارى لها أثراً، وقد انطبقت سمائي على أرضي، وضاق صدري إلى أن دعاني يوماً رجل من إخواني فدخلت إلى داره، وأجلسني في صدر مجلسه ثم قام لبعض شأنه، فلم أشعر إلا بالستارة المقابلة لي قد رفعت وإذا بها، فقلت خلوة؟ فقالت: نعم. قلت لأبي فلان أنت مملوكة؟ قالت: لا والله، ولكني أخته، قال: فكأن الله تعالى محاحبها من قلبي، وقمت من فوري اعتذرت إلى صاحب المنزل يعارض طرقني وانصرفت، وهذه القصدية طويلة أنشدناها أبو بكر بن الفرضى. قال: أنشدناها يوسف بن هارون لنفسه في جملة سبع قصائد له أنشدنا إياها وأولها:
قفوا تشهدوا بثي وانكار لآئمي ... على بكائي في الرسوم الطواسم
أيأمن أن يعدو حريق تنفسي ... وإلا غريقاً في الدموع السواجم
خذوا رأيه إن كان يتبع كل من ... ينوح على ألافه بالملاوم