ومحمد بن يبقي بن زرب، والعباس بن عمرو وغيرهم، روى لنا عنه أبو عمر بن عبد النمري، وأبو محمد بن حزم الحافظان، وكان زاهداً، فاضلاً، يميل إلى التحقيق في التصوف، وله فيه مصنفات. ومن كتبه: كتاب المنقطعين إلى الله عز وجل وكتاب المتهجدين وكتاب التسيب والتقريب وله أشعار في هذا المعنى وفي الرقائق والزهد، منها قوله:
فررت إليك من ظلمي لنفسي ... وأوحشني العباد فأنت أنسى
رضاك هو المنى وبه افتخاري ... وذكرك في الدجى قمري وشمسي
قصدت إليك منقطعاً غريباً ... لتؤنس وحدتي في قعر رمسي
وللعظمى من الحاجات عندي ... قصدت وأنت تعلم سر نفسي
يونس بن مسعود الرصافي، منسوب إلى رصافة قرطبة أديب، شاعر، ذكره أبو الوليد بن عامر، وأورد له في وصف الرياض من أبيات:
خضلت نفحة الرياض فهبت ... بنسيم الحياة في كل عضو
ورنت نحونا بأعين سحر ... حشيت للحيا بأبدع حشو
فلها بين رقبة وحياء ... حالتا ناشر لما كان يطوي
فاصفرار البهار حلية مرتا ... ب غدا هارباً بأسرع عدو