وسمع منهما، ومن غيرهما، هنالك، وبالحجاز سمعنا منه، وأخبرنا بالرسالة والمختصر لابن أبي زيد عنه، وهو أول من سمعت منه سنة خمس وعشرين أو نحوها، مات هنالك قريباً من الأربعين وأربع مائة.
أصبغ بن سيد، أبو الحسن شاعر أديب من أهل إشبيلية، رأيته قبل الخميسن وأربع مائة، ومات قريباً من ذلك؛ ومن شعره في صفة القلم:
مزل ينم إلى العيون إذا بكا ... بسرائر الأفكار والاطراق
بغريب نطق لم يبنه منطق ... وقطار دمع لم تسله مآق
نضو إذا سحت دموع شباته ... ضحكت ثغور الصحف والأوراق
يهدى الحياة هنية ولربما ... وضع السيوف مواضع الأطواق
أفراد الاسماء: أبيض بن مهاجر العاملى الريي من أهل ريةن مشهور، كان على أحسن طريقة وأجمل مذهب، ذكره محمد بن حارث الخشنى الأندلسى في تاريخه.
أسامة بن صخر بن عبد الرحمن بن عبد الملك بن عيسى بن حبيب الحجرى سرقسطى محدث، رحل في طلب العلم وغيره، وكانت وفاته بالأندلس سنة ست وسبعين ومائتين.
أغلب بن شعيب الجياني، شاعر مقدم، سكن قرطبة، وكان من شعراء عبد الرحمن الناصر، ومن بعده، ذكره أبو محمد على بن أحمد من الشعراء المتقدمين؛ ومن شعره:
رب يوم قصدتفيه إلى اللهو ... وحولى جماعة شطار
فنزلنا على بساط من النو ... ر أنيق لم تغن فيه التجار