أن أبا عبد الله يعنى أحمد بن حنبل ذكر زيد بن الحباب فقال: كان صاحب حديث كيساً، قد رحل إلى مصر وخراسان في الحديث، وما كان أصبره على الفقر، كتبت عنه بالكوفة وها هنا، وقد ضرب في الحديث إلى الأندلس.
هذا آخر كلام أحمد بن حنبل. قال لنا الخطيب أبو بكر: قوله إنه ضرب في الحديث إلى الأندلس، إنما عنى بذلك والله أعلم سماع زيد بن معاوية بن صالح الحمصي وكان يتولى قضاء الأندلس، فظن أحمد أن زيداً سمع منه هناك. قال: وهذا وهم منه رحمه الله، وأحسب أن زيداً سمع من معاوية بمكة، فإن عبد الرحمن بن مهدي سمع بها منه.
هذا آخر كلام الخطيب. ولم يأت بحجة قاطعة يتعلق بها، ولا بدليل أصلا يقضى بالوهم على الإمام أبي عبد الله فيما قال: وإنما جاء بظن ظنه أن زيداً إنما سمع من معاوية بن صالح بمكة، كما أن عبد الرحمن بن مهدي سمع منه بمكة، وظنه هذا لا يقضى بالوهم على يقين هذا الإمام؛ وما الذي يمنع من مسير زيد بن الحباب إلى الأندلس، وسماعه من معاوية بن صالح هنالك؟ لا سيما وقد شهد بذلك وقاله من لا يتهم حسن معرفته، ولا نتهجم بالقطع على وهمه وغفلته إلا بدليل أو حجة تستبين. فإن صح دليل لائح، أوقام برهان واضح، يوماً ما على صحة ظن الخطيب رحمه الله فلا لوم علينا في إدخاله في كتابنا هذا، والتعلق بقول ذلك الإمام فيه، ولا ضير على المستفيد في زياد معرفته بزيد بن الحباب، وما أوردنا فيه.
قرأت على أبي الغنائم محمد بن علي القاضي، عن الوليد بن بكر الأندلسي. قال: حدثنا علي بن أحمد بن زكرياء الهاشمي، قال: حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلى، قال: حدثني أبي، قال: