فجاء بذلك المعنى وزاد عليه. ومن شعر المهرى في قصيدة طويلة:
عجبت لمعشر عزوا وبزوا ... ولم يصلوا إلى الرتب السوامى
طلبت بهم من العدم انتصاراً ... فأشبهت ابن نوح في اعتصامى
تقلب دهرنا فالصقر فيه ... يطالب فضل أرزاق الحمام
على الدنيا العفاء فقد تناهى ... تسرعها إلى أيدي اللئام
وما النعمان للمفضول إلا ... كمثل الحلى للسيف الكهام
ذريني أجعل الترحال سلكا ... أنظم فيه ساحات الموامى
فإني كالزلال العذب يوذى ... صفاه وطعمه طول المقام
وأنشدت له في عذول قبيح:
رأى وجه من أهوى عذولى فقال لي ... أجلك عن وجه أراه كريها
فقلت له بل وجه حبي مرآة ... وأنت ترى تمثال وجهك فيها
سليمان بن أحمد الطنجي، أصله من طنجة مدينة بعدوة الأندلس مما يلي المجاز، له رحلة إلى المشرف، وتحقق بعلم القراآت وإسناد فيها، شارك أبا الطيب عبد المنعم ابن عبيد الله بن غلبون لمقرئ، وقرأ معه على عدة شيوخ، وقدم الأندلس فأقام بالمرية، وقرئ عليه وانتفع به دهراً طويلا، ومات بعا عن سن عالية، وأخبرت عنه أنه كان يقول زدت على المائة سنين ذكرها، وكانت وفاته قبل الأربعين وأربعمائة.
سليمان بن أيوب أبو أيوب روى عن أسلم بن عبد العزيز، ومحمد بن قاسم بن محمد، وهذه الطبقة، روى عنه أبو الوليد