للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سقى الله أرضاً حلها الأغيد الذي ... لتذكاره بين الضلوع حريق

أصار فؤادي فرقتين فعنده ... فريق وعندي في السياق فريق

سليمان نصر بن منصور بن حامل، أبو أيوب المرى مرة غطفان، محدث أندلسي، يروى عن يحيى، وسعيد بن حسان، وعبد الملك بن حبيب، وأبي مصعب وسحنون بن سعيد مات بالأندلس سنة ستين ومائتين، ذكره محمد بن حارث.

سليمان بن وانسوس البربرى الوزير مذكور بالأدب والعلم والعقل وعزة النفس كان في أيام الأمير عبد الله بن محمد صاحب الأندلس في بنى أمية أثيراً عنده، وله معه أخبر نيه أبو محمد على بن أحمد، قال: حدثني محمد بن عبد الأعلى بن هاشم القاضي، وعلى بن عبد الله الأديب، كلاهما قال لي: كان الوزير سليمان بن وانسوس رجلاً جليلاً. أديباً من رؤساء البربر، وكان أثيراً عند الأمير عبد الله بن محمد، فدخل عليه يوماً وكان عظيم اللحية، فلما رآه مقبلاً جعل الأمير ينشد:

معلوفة كأنها جوالق

نكداء لا بارك فيها الخالق

للقمل في حافاتها نقانق

قال أبو محمد: وزادني على بن عبد الله:

فيها لباغي المتكا مرافق

وفي احتدام الصيف ظل رائق

ثم اتفقا:

إن الذي يحملها لمائق

ثم قال: اجلس يا بريبري، فجلس وقد غضب، فقال: أيها الأمير إنما كان الناس يرغبون في هذه المنزلة ليدفعوا عن أنفسهم الضيم، أما إذا صارت جالبة للذل فلنا دور، تسعنا وتغنينا عنكم، فإن حلتم بيننا وبينها فلنا قبور تسعنا لا تقدرون على أن تحولوا بيننا وبينها، ثم وضع يديه في الأرض وقام من غير أن يسلم ونهض إلى منزله. قالا: فغضب الأمير وأمر بعزله، ورفع دسته الذي كان يجلس عليه، وبقى

<<  <   >  >>