ممن أدركناه بزماننا، ومن شعره في صفة الربيع والمطر:
تحلت بما أبدى الثرى كل تلعة ... وزخرف من در الحيا جيدها العطل
نتائج أم لم تلد قط ناطقاً ... ولا كان من غير السحاب لها نجل
وله:
عجبت من الخيري يكتم عرفه ... نهاراً ويسرى بالظلام فيغرب
تجلى عروس الطيب منه يدا الدجى ... ويبدوا له وجه الصباح فيحجب
ولف في وصف كأس:
هواء صيغ من ضد الهواء ... وشكل ماثل في شكل ماء
إذا عاينته ملآن أخفى ... عليك إناؤه ما في الإناء
وإن مزجت به كأس تبدت ... كنور الشمس في ثوب الهواء
عبد الله بن حجاج أبو بكر، من أهل إشبيلية، شاعر منتجع، رأيته في حدود الثلاثين واربع مائة، وأنشدني لنفسه أشعاراً كثيرة منها:
لما كتمت الحب لا عن قلى ... ولم أجد إلا البكاء والعويل
ناديت والقلب به مغرم ... يا حسبي الله ونعم الوكيل
عبد الله بن دينار بن واقد الغافقي، يروى عن محمد بن إبراهيم المدني وغيرعه، وهو أخو عيسى بن دينار.
عبد الله بن الربيع بن عبد الله التميمي أبو محمد، سكن قرطبة، سمع أبا بكر محمد بن معاوية القرشي، وعبد الله بن محمد بن عثمان، وأبا علي إسماعيل بن القاسم القالي اللغوي، مات في سنة خمس عشرة وأربع مائة، وروى عنه أبو محمد علي ابن أحمد. أخبرنا أبو محمد، قال: حدثنا عبد الله بن ربيع، قال: أخبرنا أبو علي القالي، قال: قرأت علي أبي بكر بن دريد: