للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حدثنا سحنون، والحارث ابن مسكين، عن ابن القاسم، عن مالك، أنه كان يكثر أن يقول: " إن نظن إلا ظناً وما نحن بمستيقنين ".

عبد الله بن يعقوب الأعمى، يعرف بعبود، أديب شاعر، مكثر منتجع للملوك، أثير عندهم، عالم بالأدب، يقرأ عليه، كان في أيام الحكم المستنصر، ومن شعره:

عز الفتى في الحياة ماله ... وذله في الورى سؤآله

لا تغترر باعتدال حال ... فعن قليل يرى زواله

وكل ما قد تراه حتماً ... لا بد من أن تحول حاله

وأخبرني أبو محمد علي بن أحمد، أن أبا العاصي المورورى كان يقرأ على عبود شيئاً من الأدب مع جماعة ففاته مجلس من المجالس، فكتب إليه راغباً في أن يعيد له ما فاته، فأجابه:

لا تأسفن أبا الاعاصي لفائتة ... فكل ما ليس من رزق الفتى فاتا

كم من فتى واصل الأسفار مجتهداً ... من أرض دارين حتى حل أغماتا

لم يسعف الرزق بالأقدار بغيته ... ولو أقام أتاه الرزق ميقاتا

مولاك يكفيك فالزم باب رغبته ... فقد كفى الناس أحياء وأمواتا

من يعتمد غيره يرجع بمحرمه ... كالمبتغى بالفلا الصحراء أحواتا

عبد الله بن يوسف بن عيشون المعافرى الوشقى، فقيه مذكور بوشقة، ذكره ابن يونس، وكان حيا في وقت ذكره إياه، وقيل فيه: عبد الله بن يوسف ابن مروان بن عيشون، فالله أعلم. وعيشون بالشين المعجمة.

<<  <   >  >>