للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الخمس وقسم سائر ذلك في المسلمين الذين كانوا معه، فبلغ ذلك عبيدة يعنى بن عبد الرحمن القيسي الذي هو من قبله فغضب غضباً شديداً، وكتب إليه كتاباً يتواعده فيه، فكتب إليه عبد الرحمن: إن السموات والأرض لو كانتا رتقاً لجعل الرحمن للمتقين منها مخرجاً.

عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد الهمداني الوهراني بنسبة إلى بلد بالمغرب، يقال له وهران، من أهل الحديث والرواية، رحل إلى العراق وغيرها، وسمع أبا بكر أحمد بن جعفر بن مالك بن حمدان القطيعي، وأبا إسحاق البلخي صاحب الفربرى، وأبا بكر محمد بن صالح الأبهري، وأبا العباس تميم بن محمد بن أحمد صاحب عيسى بن مسكين، وغيرهم، روى عنه الإمامان الحافظان أبو عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر، وأبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم.

عبد الرحمن بن عبد الله بن القاسم التغلبي، دخل بغداد، ذكره أبو محمد علي بن أحمد، ولم أجد له عندي الآن إلا حكاية.

أخبرنا بها أبو محمد علي بن أحمد، قال: أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله التغلبي، قال: بينا أنا ماش في شارع من شوارع الكرخ ببغداد، فإذا بسقاًء في يده كأس بلور مفتوح منقوش في غاية الحسن وفيه ماء، وقد أخذ وردة في ابتداء زمان الورد، فرماها في ذلك الماء، فكان الماء يتموج فتلوح حمرة الورد مع بياض البلور، فرأيت منظراً أنيقاً فوقفت أنظر، قال: فقال لي: ماذا تنظر يا مغربي؟ فقلت: حسن هذه الوردة في هذا الإناء، قال: فقال لي: لا تعجب من حسن ذلك، ولكن أعجب من حسن قولي فيها حيث أقول:

للورد عندي محل ... لأنه لا يمل

<<  <   >  >>