بن اليسع الرعيني، أبو الحسن أندلسي، روى عن محمد بن يوسف بن مطروح وغيره، ومات بالأندلس سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
عبادة بن عبد الله بن ماء السماء أبو بكر، من فحول شعراء الأندلس، متقدم فيهم مع علمه، وله كتاب في أخبار شعراء الأندلس ذكره أبو محمد علي ابن أحمد، وأنه كان حياً في صفر سنة إحدى وعشرين وأربعمائة.
أخبرنا أبو محمد بن حزم، قال: في صفر من سنة إحدى وعشرين وأربع مائة. كان البرد المشهور خبره، وكان أمراً مستعظما ما شوهد مثله، وفيه قال عبادة بن ماء السماء يصف هوله:
يا عثرة أهديت لمعتبر ... عشية الربعاء من صفر
أقبلنا الله بأس منتقم ... فيها وثنى بعفو مقتدر
أرسل ماء الأكف من برد ... جلامداً تنهمي على البشر
فيا لها آية وموعظة ... فيها نذير لكل مزدجر
كاد يذيب القلوب منظرها ... ولو أعيرت قساوة الحجر
لا قدر الله في مشيئته ... أن يبتلينا بسئ القدر
وخصنا بالتقى لجعلنا ... من بأسه المتقى على حذر
وذكره أبو عامر بن شهيد، فقال: إن عبادة مات في شوال، سنة تسع عشرة وأربع مائة بمالقة، ضاعت منه مائة دينار، فاغتم عليها غماً كان سبب منيته. فلا أدري على من تم الوهم منهما في هذا، وأبو محمد أعلم بالتواريخ، والله أعلم.