للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وله في هذا المعنى:

يقول أخي شجاك رحيل جسم ... وروحك ماله عنا رحيل

فقلت له المعاين مطمئن ... لذا طلب المعاينة الخليل

علي بن أحمد أبو الحسن المعروف بابن سيده إمام في اللغة وفي العربية حافظ لهما، على أنه كان ضريراً، وقد جمع في ذلك جموعاً وله مع ذلك في الشعر حظ وتصرف، كان منقطعاً إلى الأمير ابي الجيش مجاهد بن عبد الله العامري، ثم حدثت له نبوة بعد وفاته في ايام إقبال الدولة بن الموفق خافة فيها فهرب إلى بعض الأعمال المجاوزة لأعماله، وبقي بها مدة ثم استعطفه بقصيدة أولها:

ألا هل إلى تقبيل راحتك اليمنى ... سبيل فإن الأمن في ذاك واليمنا

وفيها:

صخيت فهل في برد ظلك نومة ... لذي كبد حرا وذي مقلة وسنا

ونضو هموم طلحته طياته ... فلا غارباً أبقين منه ولا متنا

هجان نأى أهلوه عنه وشفه ... قراف فأمسى لا يدس ولا يهنا

فيا ملك الأملاك إني محوم ... على الورد لا عنه أذاد ولا أدنى

تحيفني دهري وأقبلت شاكياً ... إليك أمأذون لعبدك أم يثنى

وفيها:

وإن نتأكد في دمى لك نية ... بسفك فإني لا أحب له حقنا

دم كونته مكرماتك والذي ... يكون لا عتب عليه إذا أفنى

إذا ما غدا من حر سيفك بارداً ... فقدماً غدا من برد برك لي سخنا

<<  <   >  >>