عليه، فلما صار حيث يسمعونه ضرب ناقته بالسوط، وأنشأ يقول:
خطير من الوسمى أرخى شيوله ... كأن نداه مطلع الشمس لولو
تركنا بها الوحش الأوابد ترتعى ... ولا بد أنا زائلون فزولوا
قال: فارتحل ذلك القوم يؤمون أثره من حيث جاء، فلما رحل قومه صادفوهم بالمكان.
كرز بن يحيى الصدفي لإستجى من أهل إستجة، روى عن عبد الملك ابن حبيب، مات في أيام الأمير عبد الرحمن بالأندلس، هكذاقال ابن يونس. وعبد الرحمن الذي ذكره مهملاً هو عبد الرحمن بن الحكم، وكانت وفاته سنة ثمان وثلاثين ومائتين، ووفاة عبد الملك بن حبيب سنة ثمان أو تسع وثلاثين ومائتين علي اختلاف فيه، فكيف روى عنه وهو في زمانه وفي بلده؟ ومات معه أو قبله، ويبعد أن يبقى إلى أيام الأمير عبد الرحمن بن محمد بعد الثلاث مائة، ولعله أراد أن يقول في أيام الأمير محمد بن عبد الرحمن والله أعلم.