فإنه قديم الحوك والصنعة، عربي الدار والنشأة، وإنما تردد بالأندلس غريبا طارثا، وهو من فحول الشعراء المتقدمين.
أبو مروان القرشي المعيطي، فقيه مشهور في الدولة العامرية، جمع في أقاويل مالك بن أنس وروايات أصحابه عنه كتاباً اجتمع على جمعه مع الفقيه أبي عمر أحمد بن عبد الملك المعروف بابن المكوى بأمر المنصور أبي عامر محمد بن أبي عامر.
أبو المطرف بن أبي الحباب، أديب شاعر في أيام المنصور أبي عامر، ومن شعره وقد دخل عليه في بعض قصوره بالزاهرة. وهو في المنية المعروفة بالعامرية على روضة فيها ثلاث سوسنات ثنتان قد تقتحتا، وواحدة لم تتفتح، فقال يصف ذلك:
لا يوم كاليوم في أيامنا الأول ... في العامرية ذات الماء والعلل
هواؤها في جميع الدهر معتدل ... طيباً وإن حل فصل غير معتدل
ما إن يبالي الذي يحتل ساحتها ... بالسعد ألا تحل الشمس بالحمل
كأنما غرست في ساعة وبدا ... السوسان قدامها فيها على عجل
أبدت ثلاثا من السوسان قائمة ... وما تشكي من الإعياء والكسل
فبعض نوارها بالحسن منفتح ... والبعض منغلق عنهن في شغل
كأنها راحة ضمت أناملها ... ممدودة ملئت من جودك الخضل
وأختها بسطت منها أناملها ... ترجو نداك كما عودتها فصل
أبو مروان بن غصن الحجاري شاعر متأخر مجود، دخل المشرق أنشدونا عنه من أبيات في وصف الرياض منها:
والنرجس المفتر مقلة جؤذر ... حسناً وحسبك منه مقلة جؤذر
يحكى بأصفره اصفرار متيم ... قذف السقام بجسمه في أبحر