الفضل بن الحباب الجمحي، وأبا القاسم عبد الله بن محمد، بن عبد العزيز البغوي، وإسحاق بن أبي حسان الانماطي، وإبراهيم بن موسى بن جميل الأندلسي، صاحب ابن أبي الدنيا وغيرهم، وسمع أبا عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسوي، وهو أول من أدخل الأندلس مصنفة في السنن، وحدث به، وانتشر عنه، وذكره أبو سعيد بن يونس فقال: محمد بن معاوية الهشامي دخل العراق، ورأيته بمصر في مجلس أبي عبد الرحمن النسائي، وعند المحدثين قبل سنة ثلاث مائة، وقيل لي: إنه باق بالأندلس إلى الآن. هذا آخر كلام أبي سعيد بن يونس؛ وكانت وفاة أبي سعيد في جمادى الآخرة من سنة سبع وأربعين وثلاث مائة.
قال لنا أبو محمد علي بن أحمد: كان أبو بكر محمد بن معاوية المعروف بابن الأحمر مكثراً ثقة جليلاً، ولم أزل أسمع المشايخ يقولون: إن سبب خروجه إلى المشرق كان أنه خرجت بأنفه أو ببعض جسده قرحة، فلم يجد لها بالأندلس مداوياً، وعظم عليه أمرها، وقيل له: ربما ترقت وسعت فأدت إلى الهلاك، فأسرع الخروج إلى المشرق، فقيل له لا دواء لها إلا بالهند، وأنه وصل إلى الهند فأراها بعض أهل الطب هنالك، فقال له: أداويها على أنه إن تم بروك، وصح شفاؤك، قاسمتك جميع مالك، فقال: رضيت، فداواه، فلما أفاق دعاه إلى بيته، وأخرج إليه جميع ماله، وقال له: دونك المقاسمة المشروطة، فقال له الطبيب الهندي: أليست نفسك طيبة بذلك؟ قال: بلى والله! قال: فو الله لا أرزأك شيئاً من مالك، ولكن آخذ هذا الشيء لشيء استحسنه من آلات بيته، وقال له: إنما جربتك بقولي، وأردت أن أعرف