العباس، ولم يزل مستتراً إلى أن دخل الأندلس سنة ثمان وثلاثين ومائة في زمن أبي جعفر المنصور، فقامت معه اليمانية، وحارب يوسف ابن عبد الرحمن بن أبي عبيدة بن عقبة بن نافع الفهري الوالي على الأندلس فهزمه، واستولى عبد الرحمن على قرطبة يوم الأضحى من العام المذكور، فاتصلت ولايته إلى أن مات سنة اثنتين وسبعين ومائة. كذا قال لنا أبو محمد على بن أحمد بن سعيد الفقيه: يوسف بن عبد الرحمن بن أبي عبيدة. ورأيت في غير موضع يوسف بن عبد الرحمن بن أبي عبدة، فالله أعلم.
وكان عبد الرحمن بن معاوية من أهل العلم، وعلى سيرة جميلة من العدل. ومن قضاته: معاوية بن طليح الحضرمى الحمصى. وله أدب وشعر.
ومما أنشدونا له يتشوق إلى معاهده بالشام قوله:
أيها الراكب الميمم أرضى ... أقر من بعضى السلام لبعضى
إن جسمي، كما علمت، بأرض ... وفؤادى ومالكيه بأرض
قدر البين بيننا فافترقنا ... وطوى البين عن جفوتى غمضى
قد قضى الله بالفراق علينا ... فعسى باجتماعنا سوف يقضى